حذر رئيس الموساد السابق "تامير برودو" اثناء محاضرة ألقاها، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر "مائير دغان للأمن والإستراتيجية" المنعقد في الكلية الاكاديمية في مدينة نتانيا مما اسماه بالتهديد الديموغرافي الذي يعتبر اكبر التهديدات التي تواجه اسرائيل، معتبرا اياه خطرا وجوديا وحيدا يهدد المشروع الصهيوني برمته.
"دولة اليهود تواجه خطرا وجوديا وحيدا عبارة عن قنبلة موقوتة تتكتك طيلة الوقت ومنذ فترة طويلة، ولكننا اخترنا وبشكل غير مألوف دفن رؤوسنا عميقا جدا في الرمال وان نغذي انفسنا بحقائق بديلة هربا من الواقع عبر خلق تهديدات خارجية مختلفة ومتنوعة"، قال برودو.
وأضاف "يقيم في المنطقة الواقعة ما بين نهر الاردن والبحر اليهود والمسلمون وباتوا متساوين تقريبا من حيث العدد فهناك ما بين 2-2:5 مليون فلسطيني في يهودا والسامرة و 2 مليون آخرين في قطاع غزة، فاذا جمعت هذه الارقام ستحصلون تقريبا على عدد مساوٍ لعدد اليهود بين النهر والبحر وعرب اسرائيل هم مواطنو دولة بكل ما للكلمة من معنى ويتمتعون بكامل الحقوق المتساوية، فيما يعيش بقية السكان من غير اليهود في مناطق يهودا والسامرة تحت احتلال منحته دولة اسرائيل نفسها هذه الصفة وليس انا، حيث ابقت حكومات اسرائيل على الوضع كما هو منذ حرب 67 وحتى يومنا هذا والقانون الساري في هذه المناطق هو القانون الذي حددناه نحن ويتمثل بقانون الحكم العسكري الخاضع لسيطرة وصلاحية الجيش".
وروى "بوردو" قصة شخصية كنموذج يبين سبب قلقه قائلا "اقمنا نهاية الاسبوع حفلا بمناسبة عيد ميلاد احدى حفيداتي وقد بلغت من العمر سبع سنوات فنظرت اليها وفكرت: كيف ستبدو دولة اسرائيل بعد عقد أو عقدين من الزمان أي دولة نخلفها للأجيال القادمة؟ وسأعترف لكم بالحقيقة فكل يوم يمر تتضاعف فيه مخاوفي كرجل خدم في المؤسسة الامنية حوالي 45 عاما وينتابني شعورا ليس سهلا فهل اعمالنا تمثل وتلائم روح الحلم الصهيوني؟".
وتطرق "بردو" علاقات اسرائيل بالدول العربية وقال "إن مفتاح الاندماج في واقع مبني على العلاقات الاقتصادية بين المجتمعات مع امكانية وحرية الحركة بين الدول بهدف التجارة والسياحة وهذا الامر لن يقوم دون ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية".
واختتم "برودو" محاضرته بالقول "اختارت دولة اسرائيل ان لا تختار على امل ان يحل الصراع من تلقاء نفسه او على امل ان يختفي العرب في يوم من الايام او ان تحدث معجزة سحرية، ربما تجبرنا الولايات المتحدة ودول العالم على الموافقة على حل ما يكون عادلا ربما نصل الى دولة ثنائية القومية حين يتعذر علينا الفصل بين السكان، هكذا تجري الامور حين لا نتخذ القرار فالزمن لا يحل الصراعات، فالظروف تتغير والواقع كذلك ومعه تتغير الشروط وخيارات الحل ومع مرور الوقت تتقلص خياراتنا وقد بتنا قريبين جدا من نقطة اللاعودة حيث لن يعود امامنا خيارا سوى الدولة ثنائية القومية يكون فيها الجميع متساوون في الحقوق فهل هذا هو طموحنا؟ ان الساعة تتكتك ومن الافضل لنا ان ندرس الحقائق وليس الحقائق المصطنعة والبديلة وان نتوصل الى قرار لقد حان الوقت كي نختار طريقنا".